مؤتمر “IGNITE TechTalk”: تحديات المهارات الرقمية ومستقبل وظائف الشباب اللبناني

مع التقدم التكنولوجي السريع وتطور #الذكاء الاصطناعي، يُثار قلق متزايد بشأن تأثيره على سوق العمل و#الوظائف. ويُعتبر الذكاء الاصطناعي #تكنولوجيا قادرة على تنفيذ مهام كانت حكراً على البشر في السابق، وتتيح إمكانية تحليل كميات هائلة من البيانات واتخاذ قرارات بناءة. ومع ذلك، تثير هذه التطورات تساؤلات حول الخطر الذي قد يشكله الذكاء الاصطناعي على سوق العمل ووظائف البشر.

وضمن هذا السياق، جمع #مؤتمر “IGNITE TechTalk” في #بيروت بدعم من #مؤسسة عبد الله الغرير “AGF” ومنظمة التنمية الدولية غير الحكومية “#سبارك“، 150 خبيراً ورجل أعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك صناع السياسات وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية والمتخصصون في التعليم العالي والشركات التقنية الناشئة والجهات المانحة لمناقشة الفرص والتحديات المتعلقة بالارتقاء بالمهارات الرقمية والوظائف للشباب في لبنان والشرق الأوسط.

وركزت مناقشات المؤتمر الذي أقيم في الجامعة الأميركية في بيروت حول مستقبل الوظائف، ومعالجة فجوة المهارات بين التعليم وسوق العمل، والتأكيد على أهمية الابتكار في ريادة الأعمال التكنولوجية. وتناول المؤتمر أيضاً تأثير الثورة الرقمية العالمية وتغير المناخ ووباء كورونا على المستقبل.

بدايةً، افتتح المؤتمر فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، ودانة دجاني، مديرة البرامج والشراكات في مؤسسة عبد الله الغرير.

وفي معرض حديثها عن أهمية الاستفادة من التغييرات التي أحدثها تقدم التكنولوجيا، قالت دجاني: “في الوقت الذي تعمل فيه التكنولوجيا المتقدمة على إعادة تشكيل الصناعات والاقتصادات، يجب أن يتكيف التعليم لضمان تمكين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتطوير مهاراتهم. ومع زيادة الطلب على القوى العاملة الماهرة بالتكنولوجيا، يعد تزويد شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالكفاءات الرقمية اللازمة محركاً رئيسياً لنجاحهم في المستقبل، ما يمكّن الشباب من أن يصبحوا مشاركين نشطين في الاقتصاد الرقمي، ويخلق تأثيراً إيجابياً على حياتهم ومجتمعاتهم والدول”.

وأضافت “بصفتنا عوامل تمكين في هذا المجال، تفخر مؤسستنا بمشاركة ما تعلمناه اليوم في هذا الحدث الذي سيدعم تعزيز قوة عاملة جاهزة للمستقبل

تزدهر في المشهد الرقمي، وتسرع الابتكار، وتمهد الطريق للتنمية المستدامة في المنطقة”.

جمعت الجلسة الافتتاحية أشرف بوعلي، رئيس مكتب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ودينا شريف، المديرة التنفيذية لمركز ليغاتوم في معهدماساتشوستس للتكنولوجيا وجورجيا فاريسكو، رئيسة برنامج المراهقين والشباب في “يونيسف” لبنان. ودار حديث الجلسة حول كيفية تمكين الشباب العربي من خلال تحسين المهارات والوظائف في العصر الرقمي.
وأكدت شريف بدورها “الحاجة إلى منصات Edtech أكثر”، مضيفةً “نشجع الشباب على مستوى المدرسة لإعدادهم لما هو آت. علاوة على ذلك، يجب أن تكون القيم والقيم والقيم في صميم تعليمنا”.
ومن جهتها، قالت ملكة الحاج مديرة المعرفة والابتكار في مؤسسة عبدالله الغرير لـ”النهار”، إن “نسبة البطالة مرتفعة عالمياً، ولكن في لبنان تتزايد أكثر”، مشيرةً إلى أن “الشباب اليوم بحاجة إلى برامج تمكنهم من معرفة ما يحتاجه السوق، وتؤهلهم لما يطلبه القطاع الخاص خصيصاً من وظائف”.
وأضافت “لهذا ركزت النقاشات اليوم على أهمية عدة مهارات فرض السوق معرفتها، إذ إن الشهادة الجامعية وحدها لم تعد تكفي لإيجاد وظيفة”.
وأشارت إلى أن “الجمعية تجري عدة محادثات مع شركاء في لبنان لطرح عدة برامج داعمة للشباب اللبناني”.
كذلك أكد سيمون فان ميليك، مدير الاستراتيجية في “سبارك” في حديث لـ”النهار”، أن “من المهارات الأساسية التي يحتاج الشباب إلى معرفتها اليوم هي ليست فقط بالتقنية، بل معرفة كيفية إدارة المشاكل وحلها ليكون الشخص منتجاً. وكذلك مهارة تنظيم المشاريع والنظر إلى الأمام مهمان جداً في مختلف المجالات أياً كان عمل الشخص ومجاله”.
وأضاف أنه “في الأعوام القادمة سيخلق الذكاء الاصطناعي وظائف أكثر من التي سيدمرها، وإذا حصل هذا بالفعل سيكون تطوراً إيجابياً حقاً ولكنه يحتاج إلى تنظيم”.

وتلت الجلسة الإفتتاحية ثلاث جلسات منفصلة مع المشاركين للغوص بشكل أعمق في الموضوعات الأساسية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والنماذج التوليدية واتجاه العمل الرقمي والرقمنة وتوسيع نطاق الشركات الصغيرة والمتوسطة.وألقى مدير برامج “سبارك”، ميشيل ريختر، كلمة ختامية سلط فيها الضوء على جهود سبارك ومؤسسة عبد الله الغرير في إنشاء مسارات نحو التوظيف المستدام وتغيير حياة الشباب.وأكد أن “سبارك متحمسة للغاية للشراكة مع مؤسسة عبد الله الغرير وتنظيم سلسلة الأحداث الإقليمية هذه حول الوظائف الرقمية للشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط. يجب أن يتعاون الشركاء عبر القطاعات لتسهيل الشباب والشابات، بمن فيهم اللاجئون، بشكل أفضل وخلق فرص جديدة لمن هم في أمس الحاجة إليها”. ويذكر أن “سبارك” ستنظم مؤتمر “IGNITE” المقبل في أمستردام في شهر أيار من العام 2024.

 

ختاماً، قد يكون أحد أبرز الأسباب التي تجعل الذكاء الاصطناعي يشكل خطراً على الوظائف هو قدرته على استبدال العمل البشري في مجموعة واسعة من المجالات بفضل قدراته الحسابية والتعلم الآلي التي تمكنه من تنفيذ مهام محددة بدقة عالية وفي وقت أسرع مقارنة بالإنسان. وهذا يعني أن العديد من الوظائف التقليدية التي تعتمد على القوة البشرية والمهارات البسيطة قد تصبح قابلة للتطبيق آلياً.

ولكن من الجهة الآخرى أكد مؤتمر “IGNITE TechTalk” أن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرصاً أكثر من تلك التي سيقضي عليها. ووفقاً للبيانات التي عرضها المؤتمر، ستوفر الرقمنة والذكاء الاصطناعي 97 مليون وظيفة، بينما سيقضي الذكاء الاصطناعي على 85 مليون وظيفة، وبالتالي ستخلق التكنولوجيا الحديثة 12 مليون وظيفة تتطلب من الذين يريدون مواكبتها اللحاق والتمرس بالمهارات الجديدة التي فرضتها التغيرات الحديثة، خاصةً إذا كنتم من الذين يشعرون بتهديد الذكاء الاصطناعي على وظائفهم ومستقبلهم.